هل يمكن أن تجعلك البساطة أكثر سعادة حقًا | العلاقة بين ثقاقة الميناميلزم والسعادة

هل يمكن أن تجعلك الميناميلزم أو البساطة أكثر سعادة؟ هل حقًا السعادة في البساطة؟

بحث جديد يشيد بعلم نفس حركة التقليلية. يقترح مقال جديد نُشر في مجلة علم النفس الإيجابي Journal of Positive Psychology أن هناك مزايا نفسية محددة للالتزام بفلسفة التبسيط والبساطة الطوعية أو ما يسمى الميناميلزم.

ما هي Minimalism أو ثقافة التبسيط؟

الميناميلزم أو ثقافة التبسيط هي أداة لتخليص نفسك من فائض الحياة لصالح التركيز على ما هو مهم – حتى تتمكن من العثور على السعادة والوفاء والحرية. ويتضمن أسلوب الحياة البسيط العيش بموارد أقل سواء من حيث المنزل أو التملك. إنه جزء من عملية التفكير كيف يختار الشخص العيش مع الحد الأدنى من الأشياء في الحياة والرضا بذلك. أسلوب الحياة البسيط ليس بأي حال أسلوب حياة راديكالي بل هو أسلوب مثالي.

يقول ريتشارد هولواي:

“البساطة والوضوح والوحدة: هذه هي السمات التي تمنح حياتنا القوة والحيوية والفرح لأنها أيضًا علامات الفن العظيم.”

إن الدخول في نمط حياة أكثر بساطة هو إعادة تقييم أولوياتك بحيث يمكنك التخلص من أي فائض – كونه في أشياء أو التزامات أو علاقات أو أنشطة أو أفكار – ببساطة عن طريق السؤال “هل هذا يجلب قيمة لحياتي؟”.

أولاً، وربما الأهم، يتعلق البساطة بالخيارات المتعمدة والمدروسة – بناء حياتنا وأولوياتنا حول ما يهمنا أكثر.
ولكن الأمر يتعلق أيضًا باستعادة وقتنا في عالم مزدحم وإعادة خلق حريتنا في عالم مليء بالمتطلبات.

أخيرًا وليس آخرًا ، تتعلق فلسفة التبسيط بالعقلية وكيف نتعامل مع الحياة، من الأسئلة الكبيرة إلى الخيارات والعادات الصغيرة اليومية.

من المهم أيضًا قراءة مقال فن التبسيط للشعور بسعادة أكبر: 7 طرق لتجربة الميناميلزم.

لماذا ثقافة البساطة أو التبسيط تجعلك أكثر سعادة؟

لا يقتصر كونك شخصًا بسيطًا على التخلص من ممتلكاتك المادية الفائضة – إنه يتعلق بتقليل جدولك الزمني ، وقائمة مهامك ، والحصول على وضوح بشأن أولوياتك ، وأن تكون واضحًا حقًا بشأن هويتك وما تريده من الحياة.

إنها عملية تفكيك عقلك. بمجرد تجربة الفوائد المتأصلة للعيش مع فوضى أقل ، يقول غاردنر في مقالته: Minimalism: طريقة أكثر سعادة وإنتاجية للعيش، لن يكون لديك سبب للعودة. في الواقع ، ستدرك أن يومياتك المزدحمة ، وخزانة الملابس الفوضوية وقائمة مهامك الشاملة كانت في طريقك للأشياء المهمة حقًا.

لقد غيرت طريقة العيش هذه حياة الكثيرين. جوشوا فيلدز ميلبورن وريان نيكوديموس ، ظهروا في جميع وسائل الإعلام الأمريكية و TED يدافعون عن فوائد العيش البسيط. وعندما سئلوا لماذا اختاروا أسلوب الحياة هذا اعترفوا:

“من خلال دمج التقليلية في حياتنا، تمكنا أخيرًا من العثور على سعادة دائمة – وهذا ما نبحث عنه جميعًا ، أليس كذلك؟ نحن جميعا نريد أن نكون سعداء. تبحث البساطة عن السعادة ليس من خلال الأشياء، ولكن من خلال الحياة نفسها ؛ وبالتالي ، الأمر متروك لك لتحديد ما هو ضروري وما هو غير ضروري في حياتك.

Minimalism هي أداة يمكن أن تساعدك في العثور على الحرية. التحرر من الخوف. التحرر من القلق. التحرر من الإرهاق. التحرر من الذنب. التحرر من الاكتئاب. التحرر من زخارف ثقافة المستهلك التي بنينا حياتنا حولها. الحرية الحقيقية “.

اقرأ أيضًا على الزنبق مقال تقنيات القراءة | أشهر 4 تقنيات للقراءة.

ما هي العلاقة بين ثقاقة الميناميلزم والسعادة؟

صرح مؤلفو البحث (الذي أشرنا إليه في بداية المقال) الذي قاده جوشوا هوك من جامعة شمال تكساس: “لقد تراكمت الأبحاث على مر السنين لدعم القول المأثور بأن المال لا يمكن أن يشتري السعادة”.

“كبديل لنمط الحياة عالي الاستهلاك الموجود غالبًا في الثقافات الغربية، تتضمن البساطة الطوعية (يشار إليها أيضًا باسم الحد الأدنى) أسلوب حياة يركز على تقليل الاستهلاك والإفراط في حياة المرء بحيث يمكن للأفراد التركيز على إعطاء الأولوية لقيمهم.”

لفهم العلاقة بين minimalism والسعادة بشكل أفضل، قام هوك وفريقه بمراجعة المؤلفات البحثية لجميع الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع، ووجدوا 23 من هذه الدراسات. بعد ذلك، اختبروا لمعرفة عدد هذه الدراسات التي دعمت الفرضية القائلة بأن البساطة الطوعية مرتبطة بتحسين الرفاهية النفسية.

ووجدوا أنه من بين الدراسات التي تضمنت مكونًا كميًا (أي عددًا)، أفاد أكثر من 80 في المائة بوجود صلة بين البساطة الطوعية والرفاهية.

على سبيل المثال، قارنت دراسة أجريت عام 2005 بقيادة كيرك براون من جامعة روتشستر بين 200 شخص طبق ثقافة التبسيط بشكل طوعي و200 من المشاركين العاديين.

ووجدت أن الأشياء الدالة والمرتبطة بالتبسيط أو ما تسمى بالمبسّطات الطوعية أظهرت عاطفة إيجابية ورفاهية أكثر من المشاركين الضابطين.

ومن بين الدراسات التي تضمنت مكونًا نوعيًا (أي مقابلة)، وجد أكثر من 85 بالمائة رابطًا بين البساطة الطوعية والرفاهية.

من المقالات الجديدة على الزنبق كيف تقرأ بدون ملل | 15 نصيحة للقراءة الممتعة.

وقال الباحثون:

“بشكل عام، وجدت الغالبية العظمى من الدراسات علاقة إيجابية بين البساطة الطوعية والرفاهية ،”.

“كانت هذه النتيجة متسقة في الغالب بغض النظر عن كيفية قياس البساطة والرفاهية الطوعية، كما أنها كانت متسقة عبر تصميمات البحث الكمية والنوعية.”

يتوقع المؤلفون بأن العلاقة بين التبسيط والرفاهية النفسية لها علاقة بحقيقة أن الحد الأدنى أكثر قدرة على التحكم في رغبة الأشخاص في الاستهلاك.

قد تشجع البساطة أيضًا الناس على التركيز على الاحتياجات النفسية – مثل الاستقلالية والكفاءة والعلاقة – التي ثبت أنها تعزز النمو النفسي.

كما لاحظوا أن minmalism قد تكون أكثر تأثيرًا على بعض الأفراد من غيرهم. على سبيل المثال، وجدوا دليلًا على أن العلاقة بين البساطة والرفاهية أقوى للمشاركين ذوي الدخل المنخفض والمشاركين الأكبر سنًا.

إذ وجدت دراسة أجريت عام 2012 أن البساطة الطوعية كانت مرتبطة بتحسين الرضا عن الحياة للمشاركين ذوي الدخل المنخفض ولكن ليس للمشاركين ذوي الدخل المرتفع.

يأمل المؤلفون أن يلهم بحثهم المزيد من الناس للنظر في نهج “الأقل هو الأكثر- “less is more”” في الحياة باعتباره طريقًا قابلاً للتطبيق لتحقيق السعادة والازدهار.

يقول هوك:

“أعتقد أن هذا البحث يتعارض مع الاتجاه العام في مجتمعنا لملاحقة المزيد”. “إنها واحدة من أكبر الأكاذيب التي يمكننا قبولها وهي أننا نحتاج فقط إلى المزيد من المال والمزيد من الممتلكات المادية والمزيد [املأ الفراغ] لنكون سعداء. هذه الجهود لا تنجح عادة. بدلاً من ذلك ، أعتقد أننا بحاجة إلى التفكير في سبل أخرى لتحسين السعادة، وقد يكون العيش ببساطة أمرًا يجب تجربته “.

الملخص والنقاط الرئيسية

تبدأ ثقافة التبسيط بالتأمل الواعي أو mindfulness، إذ نسأل أنفسنا كيف نريد أن نعيش كل لحظة في حياتنا ونطرح تلك الأسئلة من لحظة إلى أخرى.

ولكنها أيضًا تخلق مساحة أكبر بكثير لليقظة والتأمل الواعي. الأمر كله يتعلق بالإبطاء والتأمل وملاحظة أولوياتنا ورغباتنا، والحضور الكامل في تلك الأشياء القليلة التي نختار تكريس وقتنا وحياتنا لها.