مهارات التفكير الابداعي هي مهارات حيوية في عالمنا المتغير باستمرار، حيث نواجه تحديات جديدة يوم بعد يوم. تتطلب هذه المهارات القدرة على التفكير بصورة مختلفة وإنتاج أفكار مبتكرة وغير تقليدية.
وبالنظر إلى أن هذه المهارات لا يُولد بها، فإنَّ تطويرها يعتبر أمرًا حيويًا لأي شخص يسعى للابتكار والتفوق في حياته المهنية أو الشخصية. في هذا المقال سنتحدث عن مفهوم مهارات التفكير الابداعي، وأشكال التفكير الإبداعي، وأساسيات تطوير هذه المهارات.
تعريف التفكير الإبداعي
في البداية، يُمكن تعريف التفكير الإبداعي بأنّه النّظر إلى الأشياء بطريقة جديدة ومختلفة، وهو ما يعرف بـ”التفكير خارج الصّندوق”. ويشمل التفكير الإبداعي عدّة خصائص منها الإبداع التفكير الجانبيّ والقدرة على إدراك الأنماط، ويعتبر من المهارات المهمة في الحياة العملية والأكاديمية، حيث يتيح للأفراد تجاوز العقبات والمشاكل المختلفة بطرق مبتكرة وفعّالة.
وتتضمن أسس تطوير مهارات التفكير الإبداعي عدّة مراحل وطرق تتطلّب التفاعل الفعّال بين مهارات التفكير الإبداعي ومهارات الاتصال، وهناك أيضاً أنواع مختلفة من مهارات التفكير الإبداعي تساعد على إثراء المعرفة، وتحسين الإنتاجية والإبداع في مختلف مجالات الحياة.
ويمكن تحسين مهارات التفكير الإبداعي من خلال العديد من الطرق التي تمكن الأفراد من تنمية القدرات المعرفية وتطوير مهاراتهم الحركية والعقلية، ومن هذه الطرق التدريب على التفكير الخلاق وتعلّم أساليب التعامل مع المشاكل المختلفة.
لا يقتصر التفكير الإبداعي على الأنواع الفنية، فالتفكير الإبداعي مهارة يمكن لأي شخص رعايتها وتطويرها، مثل العصف الذهني، مما يساعدك في تطوير التفكير بأفكار جديدة جدا وغير مألوفة.
يجب أن تدرك أيضا أن التفكير الإبداعي ليس محدودا أو مشروطا بالأشياء التي تحكمه ، سواء داخل المنطق أو خارجه.
يمكن توجيه التفكير نحو أي فكرة منطقية أو غير منطقية وقابلة للتطبيق مع تحديد احتمالات عدم النجاح أو الفكرة غير المكتملة والحاجة إلى تطويرها بشكل مختلف. لذلك ، يجب دائما تطوير خطط بديلة وحلول مقترحة سريعة.
حان الوقت لأن تنضم لمجتمع الزنبق المتنامي وتحصل على أفضل المقالات لتحسين حياتك والدخول لعالم النجاح
أهمية التفكير الإبداعي
تتمثل أهمية مهارات التفكير الإبداعي في الحياة في تمكين الشخص من النشاط الذهني الفعال والفضول والتفاؤل وتطوير الابتكار في الحياة. يعتبر التفكير الإبداعي أحد الصفات الرئيسية للإنسان، فهو يؤثر على نمط حياتنا ويجعلنا أكثر استمتاعًا في التحدي والابتكار والنمو في العمل والحياة بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، تزيد مهارات التفكير الإبداعي من الثقة بالذات ومدى الجاذبية الاجتماعية، مما يساعد في التعامل مع الآخرين بطريقة فاعلة وملائمة.
الإبداع هو واحد من أهم سمات حياة الإنسان. التفكير الإبداعي يجعلك أكثر نشاطا عقليا وفضولا وتفاؤلا وابتكارا.
لا ينظر المفكرون المبدعون إلى المشكلات على أنها تحديات بل على أنها ألغاز مثيرة يتوقون إلى حلها.
يحدث التفكير الإبداعي عندما يفكر المدير بشكل مختلف لحل المشكلات التي يواجهها في العمل، حيث يشجع الموظفين على إيجاد حلول للمشاكل دون العودة إلى الطرق التقليدية للقيام بذلك، مما يمنحهم إحساسا بالإنجاز والاستقلالية.
يتيح التفكير الإبداعي أيضا إيجاد المزيد من الأفكار والحلول عند تقديم المشكلة على نطاق جماعي.
طريقة التفكير الإبداعية لها مزاياها في بعض المواقف ولكن بعض العيوب في مواقف أخرى.
التفكير الإبداعي ضروري لأنه يساعد المفكرين المبدعين على الابتعاد عن طريقة تفكيرهم المعتادة ، ويشجع على النظر في وجهات نظر أخرى ، وحتى الانفتاح على فكرة الحلول الجديدة.
تكمن أهمية التفكير الإبداعي في عدة نقاط:
يوفر التفكير الإبداعي الوعي الذاتي:
نبدأ في التفكير بشكل أصيل عندما نستخدم أفكارنا ومشاعرنا ومعتقداتنا. هذا يخلق تحيزات في أفكارنا ، لكن يمكننا أن نتعلم وضع هذه الأفكار جانبا والتعرف بعمق على أنفسنا. هذا يجعلنا أكثر ثقة في أفكارنا ووعينا.
من خلال الاستفادة من التفكير الإبداعي ، يمكننا بناء ثقتنا في أفكارنا والبدء في المساهمة في المجموعة وأعمالنا بشكل عام.
يوفر التفكير الإبداعي حرية هائلة: عندما نبتكر ، لدينا الفرصة للتفاعل مع العالم دون الحكم على أنفسنا. إنه مشابه لما شعرنا به عندما كنا أطفالا ، فنحن لا نهتم بما يعتقده الناس عنا ، ونفكر ونتحرك بحرية كاملة وإرادتنا الكاملة.
التفكير الإبداعي يوفر الشجاعة: الوقوع في المشاكل والمواقف الحرجة واتخاذ القرارات الصعبة أمر لا مفر منه ولا يمكن تجاهله، ولكن يمكنك التعامل معها بفن واحترافية حتى تكون مبدعا في إيجاد الحل.
وهذا يمنحك الشجاعة الكافية لتنفيذ النتائج وقبولها مهما كانت، بالإضافة إلى أنه يساعدك على تقبل عدم النجاح والتطور المستمر.
التفكير الإبداعي يلغي الاستسلام: من أهم ميزات التفكير الإبداعي أنه يجعلك أقل تقبلا لفكرة الاستسلام للفشل. ويدفعك دائما إلى تطوير التفكير وإتقان مهارات جديدة ، من أجل مساعدتك في الإبداع بطريقة مختلفة.
يوفر التفكير الإبداعي تخفيف التوتر:
ممارسة التفكير الإبداعي على أساس دائم هو تخفيف التوتر والضغط الذي يقع على عاتق الناس بسبب المسؤوليات الروتينية والمتعددة. والحل هنا يكمن في التعامل مع الأمور التي تسبب الإجهاد والتوتر بطريقة مختلفة وأكثر إبداعا.
تكرار العمل اليومي أو المسؤوليات بنفس الآلية، يؤدي إلى الشعور بالإحباط والخوف، خاصة إذا لم يسفر عن نتائج مبهرة، وفي كل مرة يعطيك نفس النتائج.
يساعدك التفكير الإبداعي هنا على التخلص من أسباب التوتر ويخلق أفكارا أكثر إبداعا وذكاء. قد يساعدك أيضا في إنجاز مهامك بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
يوفر التفكير الإبداعي إنتاجية محسنة: هل سبق لك أن رأيت شخصا يقدم منتجا جديدا أو مبتكرا من قبل وفشل أو لم يحقق مبيعات عالية؟ بالطبع لا.
عندما تقدم أفكارا جديدة ومبتكرة أو حلولا مختلفة، فإنها ستتغلب على العقبات التي تعترض تقدم الإنتاجية الاحترافية، وتساهم في رفع مستوى الإبداع والابتكار في ما سبق، ولكن النهج الذكي يصبح طريقك وسر نجاحك، وهذا يضمن لك عدم الخسارة لفترة طويلة.
يوفر التفكير الإبداعي الترابط والعمل الجماعي:
من أهم سمات التفكير الإبداعي هو خلق روح التعاون بين فريق العمل وأيضا يولد التماسك الاجتماعي بين أعضاء الفريق الواحد.
لأن المصلحة العامة لن تتحقق إلا من خلال المشاركة وطرح الأفكار الإبداعية وتطويرها بما يتناسب مع طبيعة العمل. سيحقق هذا نجاحا مثيرا للإعجاب ومبيعات ضخمة لمنتجك أو خدمتك المقدمة للمجتمع.
مهارات التفكير الابداعي
1. حل المشكلات:
جزء كبير من استخدام مهارات التفكير الإبداعي بشكل منتج في حياتك المهنية هو إيجاد حلول للمشاكل الناشئة أو المزعجة.
في مواجهة القضايا في العمل ، يقفز عقل المفكر الإبداعي إلى طرق جديدة للحل. يبحث أصحاب العمل عن متقدمين للوظائف يتمتعون بهذه القدرات المثبتة في حل المشكلات لأنهم يريدون جلب هذه الطاقة إلى شركتهم.
عندما تظهر المشكلات نفسها ، يحتاج المشرفون إلى الاعتماد على فريقهم للتعامل معها بفعالية وربما حتى تحويل المشكلة إلى موقف إيجابي.
تتضمن أمثلة على مهارات التفكير الإبداعي في قسم حل المشكلات ما يلي:
- الانتقال
- التفكير التحليلي
- العصف الذهني
- تحديد الأولويات
- تخطيط
- التنسيق
- إدارة الوقت
- قدرات التعامل مع الآخرين
2. التفكير التحليلي:
غالبا ما ينظر إلى التفكير التحليلي وقدرات حل المشكلات على أنها نفس الشيء.
في الواقع ، التفكير التحليلي هو آلية تساعد في حل المشكلات المعقدة ، لكنها ليست واحدة ونفس الشيء. يشير التفكير التحليلي إلى قدرتك على الملاحظة والتقييم المنطقي والتوصل إلى استنتاج حول أي شيء.
في سياق وظيفتك ، غالبا ما يكون هذا حول حل المشكلات. يعد التفكير التحليلي مكونا أساسيا للإبداع المهني لأنه عملية تسمح لك بتوجيه الأفكار عمليا.
تشمل أمثلة على مهارات التفكير الإبداعي في قسم مهارات التفكير التحليلي ما يلي:
- بحث
- التنبؤ
- تفسير البيانات
- اتخاذ القرار
- انتقال
- انعكاس
3. الانفتاح:
تتطور مهارات التفكير الإبداعي من وجود عقل متفتح لجميع الاحتمالات. بعد كل شيء ، فإن تقليل انفتاحك على الأفكار الجديدة يحد فقط من إمكانية التعثر في فكرة رائعة.
يمكن أن يعني الانفتاح أيضا أنك لا تعارض الابتعاد عن أساليب العمل التقليدية. يمكن أن يؤدي القيام بالأشياء بطريقة جديدة إلى تحسين الماضي.
تتضمن أمثلة على مهارات التفكير الإبداعي في هذا القسم ما يلي:
- المرونه
- الرغبة في التعلم
- التفكير النقدي
- تقبل أفكار الآخرين والمعلومات الجديدة
- توافر للمناقشة
- التعاون
4. الالتزام:
حتى لو كنت شخصا يميل إلى الإبداع ، فإن مجرد التفكير في الأفكار الإبداعية لا يجعلك تلقائيا موظفا أفضل.
لكي يكون التفكير الإبداعي مفيدا ، يجب أن يكون هناك التزام بخطة العمل. بدون التزام وجهد قويين ، فإن الفكرة الجيدة هي ببساطة ذلك.
أمثلة الالتزام بالفكرة يتضمن:
- بحث متعمق
- تحليل النتائج
- إنشاء خطة مفصلة
- تفويض المهام في منصب قيادي
- مناقشة مع فريقك
- مراجعة الأداء لنقاط القوة والضعف
5. مهارات الاستماع والمناقشة:
كونك جزءا من منظمة يعني أنك تفكر في مدخلات فريقك قبل المضي قدما في الخطة. إن القدرة على قبول الآراء والانفتاح على مناقشة أفكارك الجديدة أمر بالغ الأهمية في جعلها تعمل في فريق.
اطرح الأسئلة واستمع إلى ردهم. قد يؤدي الاستماع إلى تعليقات زملائك في العمل والمشرفين إلى تحسين اقتراحك.
تتضمن مهارات الاستماع والمناقشة ما يلي:
- اتصال العين
- التركز
- الانتباه إلى التواصل غير اللفظي (الموقف ، الابتسام ، إلخ)
- طرح الأسئلة
- العصف الذهني
- توضيح المخاوف
- تلخيص وتكرار نقاط المناقشة الرئيسية
- المتابعة
6. ملاحظة الأنماط:
يبتكر العديد من المفكرين المبدعين حلولا مفيدة من خلال ملاحظة الأنماط داخل مكان العمل. يمكن أن يؤدي إجراء اتصالات بين الأشياء التي تبدو غير ذات صلة إلى تقدم جذري.
يمكن أن تساعدك القدرة على إدراك الأنماط واستخدامها في صياغة حلول فريدة للمشاكل المعقدة.
7. الاستبطان (التفكير- الانعكاس):
كما هو الحال مع أي مشروع احترافي، بعد وضع فكرتك وخططك موضع التنفيذ ، يجب أن تأخذ وقتا للتفكير فيها. إن امتلاك مهارات الاستبطان يعني أنك قادر على تقديم ملاحظات لنفسك ، والنظر في العمل الذي قمت به بشكل بناء.
يتضمن ذلك الاعتراف بأجزاء خطتك التي عملت بشكل جيد ، والتي لم ترق إلى مستوى التوقعات.
يعد الاستبطان جزءا مهما من التفكير الإبداعي لأنه يسمح لك بأخذ ما تعلمته إلى المشروع التالي والقيام بعمل أفضل.
يتضمن الاستبطان:
- الوعي الذاتي
- الاعتراف بالإنجازات
- النظر في سبب حدوث الأخطاء
- طلب ملاحظات زملاء العمل
- إجراء المزيد من البحوث
- التخطيط للمستقبل
تأثير التفكير الإبداعي على الإنتاجية والابتكار
تأثير التفكير الإبداعي على الإنتاجية والابتكار لا يمكن إغفاله. فعندما يتم توظيف مهارات التفكير الإبداعي، يتم تحفيز العقل لإيجاد حلول جديدة وتطوير أفكار جريئة للمشكلات الحالية.
وهذا ينعكس على الإنتاجية بشكل إيجابي، إذ يزيد من فاعلية العمل وتحقيق الأهداف المرجوة.
أيضا، يساعد التفكير الإبداعي على الابتكار وتصميم منتجات جديدة وخدمات أكثر قيمة للمستهلكين، مما يزيد من تميز الشركة ومكانتها في السوق. لذا، فإن توطين تلك المهارات وتحسينها يمثل ميزة كبيرة للشركة وفريق العمل.
